السبت، ديسمبر 18، 2010

اكتئابٌ مزمن

ترافقني النهايات المفتوحة منذ فترة غير بعيدة فقد خِلْتُ لا أستطيع إكمال شيء بدأته, فكتابتي التي لم تُنشر لم تكتمل بعد و ما انتظرته بشوق منقطع النظير أضحى ظلاً قاتماً يتبعني دون معناً أو هدف، يتبعني فقط بناءً على نظرية الظل و النور التي أحالته شيئاً مجهولاً غامضاً,

أهو جبان عاجز !! سؤال بات يترقب جوابه الظل حتى لا تجرفه مكانيته عن جدوى و جوده, و تحدٍ يمضي يسخر من عجزنا نحن …

كيف لي أن أرافق شكاً ادّعيه في نفسي, كيف لي الاقتناع بفكرة تُفقدني التمتع بإخفاقي, كيف لي العيش بسجن الخوف من الفشل !!

اليوم أقف في حيرة و تردد في السماح للتجربة بأن تكون دليلي في تعّلم ما لا يسمح لي غيرها بتعلّمه وترسيخه.

و اليوم أعود لألقاكم على عجل, لأني سأغيب حتى تحسبني أرواحكم لا أكترث لوجودها معي, و أنا في الحقيقة سأعانق في الغياب صوت همسكم و سأجلس أصغي لِوَقعِ سقوط قطرات المطر علّها تحمل لي منكم رسالة تداوي جراحي, فأنا أعرف كم تعشقون أنتم المطر, و تعلمون أنّي في غيابكم غصن في مهب الريح هجرته أوراقه, إلى الحزن تسبقه ظنونه, و إلى الأمل يتركه حنينه.

أكذوبة سرقت مني اليقين, وأذبلت زهر الياسمين, وأطفأت بريق العيون, و تاهت في بحرها الجفون, و ضحكت بجنون تسألني من أكون !!, طفلةٌ تعاتب الراحلين و تستنهض كلمة أصابها السكون.

و ها أنا لا أستطيع إكمال ما بدأت, ولا أعرف إلى أين أريد أن أصل بحديثي, و لمَ أكتب, و حتى لِمَ تقرؤون أنتم هذا الآن و تستعجبون، أشعر بأني أسمع صدى صوتي حين أعبث بالكلمات على الورق أو حتى حين أُُحّدثهم …

الخميس، ديسمبر 02، 2010

و للابداع ناتج


خال الوقت يسرقنا ، و خال الرحيل يستعجلنا
و لكننا أيقنا أنّ علينا الاستمتاع بما صنعت أيدينا و ما هو عصارة أفكارنا


فقررت أن أصحبكم جولة بما لانت به لينا علينا و بما أردنا به ايصال احساس رغدنا و سعادتنا
و بما رأت به عيوننا جمال ما أنتجنا معاً و ما نفخر بصحبته و انتسابه إلينا


و الآن و بعد أن طرقتم باب بيتنا
مرحبا بكم هنا معنا نلتمس دفء استضافتكم في غرفة ضيافةٍ يا تعسها لو لم تحظى بزيارتكم


و بعد انطوائكم عنا في لهفة مستمرة للقائكم كرةً أخرى
الآن تومض عيوننا لنجلس بهدوءٍ هنا
نُلقي أسى الدنيا و ثقل الأيام على باب غرفة معيشتنا
و نلتمس أنساً لأسرارنا و وحدتنا


و نفر من واقعنا الى الشاشة الصغيرة التي تصحبنا
حيث العالم الكبير ذو الأفق المتسع الذي يخرجنا من سجننا
و يبحر بنا حيث شواطئ أحلامنا و أمنياتنا


و أعلم حال دخولكم غرفة طفلتنا سترف على صحرائكم نسمة ناعمة ، و ستسمعون ضحكة ساحرة من وجهٍ ملائكيّ ذا نظرةٍ خجلة
و سترون براعة الأطفال في لفت انتباهنا حين تعانقنا أيدهم الصغيرة
و سترون براعتهم في كسر جميع المسافات الجليدية حتى تينع ذكرياتنا البريئة و نبحث عن أنفسنا الضائعة و نعود لنلون أعمارنا حباً و أغنيات


و حين نخرج من باب بيتنا الذي أحببناه سنشعر بغربة رهيبة تسكننا
توقظ فينا الدموع و تجرحنا ، سنشتاق لكل شئ عهدنا و سنترك روحنا هنا و نذهب حيث يريد القدر- فقط- بأجسادنا
و حين نغيب سيكون موتاً بطيئاً لنا

تصميم : لينا و رغدة

السبت، نوفمبر 06، 2010

و هذه المرة " نافذة لعينيك "


و حيث ابتدأنا ننتهي نرتدي ثوب الذهول ...

أحلامنا تتأرجح بين زاويةٍ و زاوية ، تقف على شفا حفرةٍ من الواقع معلنةً بوادر نوبة صحوةٍ ترسم ملامح مستقبل علاقتنا ، نمد يدنا للنسيان ...

عذراً بل للغفران ...

تضيق بنا كلمات الشكر و الاعتذار ، نتجاهل قسوتنا ، و على خجلٍ نكمل مشوارنا سوياً ، نلقي بكل ما فات على أعتاب الذاكرة ، نعيش خيانة الحروف و الكلمات في التبرير ، و نلجأ لصوت الضجيج تغلباً على قرع أفئدتنا التي ملّت من العَتَب و التَعَب ... تلك المفارقة الساخرة التي جعلت استبدال مكان العين بالتاء اشتعالاً لنيران القلوب بين المتعاتبين ليصيبهم تعب ...

و في وسط الزحام نجد يداً حانيةً تدنو من أقلامنا ، و تفتح لعيوننا نافذة ، و تضئ قناديل آفاقنا ، و تزيد شغفنا للخوض في بحور الحرف ، و تتابع خطا أقدامنا و تنصب لنا فخ نقد الذات فتثقلنا الخطايا و تعصف الريح بأشجارنا فتسقط أوراقنا هاربةً تاركةً أغصاننا عاريةً جافة و بكل سحر تسقينا غيثاً يحيي أرضنا الجدباء و يشبع حرماننا ...


عندها تغزونا رغبةٌ جامحةٌ لتقديم الشكر و الامتنان لتلك اليد التي أبت إلا أن تترك أثراً باقياً و أن تكون طبيبة أحلامنا و مرسى سفننا و منفذ أملٍ لنا ...


الشكر ... يا لبساطة الكلمة ، و يا لسحرها و أثرها ...

الاثنين، نوفمبر 01، 2010


طال تعّثر الأفكار في فخ الغرور حتى استدركتَها قسوةٌ تنذرُ بسوءِ عاقبةِ انجازٍ و عبور ، و الآن تومئ البشرى باحالة فيضِ احباطٍ إلى مجدٍ و نور ...

الجمعة، أكتوبر 29، 2010

جانبٌ مشرقٌ بعدَ أيامٍ قاتمة ،،،

الجمعة، أكتوبر 22، 2010

استدراك

إن كُنت قد أخطأت باختيار موعد اصدار بيان ثورتي ، فذلك لأني أردتُ استدراك ما فاتني من الوقت في اخفاء ما أكتم في حقائب نفسي ، التي ملّت من وجودها في مكانها و رغم ذلك لم يكن لذلك تأثير في تحررها و لكن أجبرها الزمان على اشتمام رائحة العتق و الاشتياق للتحرر منه ...
أعشق رائحة الصمت العتيق فهو يسجل لحظاتي التي أعشق و لحظات سعادتي و تعاستي و فرحي و حزني ...

الاثنين، أكتوبر 11، 2010

مسرحية قهرية الحضور

اليوم يومٌ مميز ... على الجميع أن يتأنق و يتألق و ينمق الكلام ، و يُجهز الخُطب الرنانة التي تَستحث الهمم ، و تُسكن المحرومين في عالم الأحلام ...

هنا على أعتاب الساعة العاشرة صباحاً من اليوم العاشر من الشهر العاشر من السنة العاشرة في قرننا هذا، توافدت العشرات الأربع لتشهد بدء مسرحية قهرية الحضور بوجود عشرات عشرات عشرات الممثلين الكرام ...

على الجميع أن يمثل دور المنصت المصغي ، و أن يتظاهر بإعجابه لما يُقال ، حتى المتحدثين أنفسهم الذين سئموا من القول ، لو سُئلوا ميعاد إسدال ستار النهاية ، لأجابوا إنها بديات الحديث ... ليس بعد ... نحن ما زلنا نطرق أبواب الكلام ...

اسمع صوت الصفيق يعلو بين الحين و الآخر ، ربما يتعالى هذا الصوت حتى يخفي تمتمة المستمعين التي لا يريدون لأحدٍ سماعها ، أو ربما حتى يحسنوا تمثيل دورهم في الإصغاء و الاهتمام ...

و أرى ازدياد أعداد المنسحبين كانسحاب الدقائق من أيام عمرنا دون أن نشعر ، أرى اختلاساً خفياً لأوقاتنا ... و سخرية لن تنتهي ... يسخرون ... من أنفسهم ... و من بعضهم ... و منّا ...

لكن الدنيا تختلس ما أرادت و تمضي تسخر من الجميع هنا ...

الاثنين، أكتوبر 04، 2010

منذ فترةٍ غير بسيطة هجرتني حروفي و ربما هجرتها ؟!
و لكني الآن أمتلك من الجرأة ما يكفي لعرض أول ما كتبته يوم قررت إنشاء مدونتي ... و يوم أطلقت عليها اسم بقايا ...
أنتم ...

حياتنا تمضي ساعات تليها ساعات ، أيام و أحلام و انفعالات ، لم يمضِ من عمري غير عقدين ، و مازالت روحي بالأفق حائرة ...
شوقٌ يرميني ، و ج
رحٌ يحييني ...
التقيت بهم ... أحببتهم حقاً ، و كانت حماقات أوهامنا تحاصرنا ، و تجارب طيشنا تحررنا ...
غنينا ، بنينا أحلامنا على رمال الشاطئ ، حاولنا تسجيل أغلب لحظاتنا ... بالصور ، بالمذكرات ...
حاولنا أحياناً أن نُبقي ما نعيش أسراراً تندثر باندثارنا ، حاولنا بعثرة أحزاننا أشلاءً ،
قست لحظاتنا علينا ، دمرتنا ، مرت بنا أطيافاً عابرة ،علمتنا ، أجبرتنا على نسيان من أحببنا ...
مع أننا لن ننسى و إن أُجبرنا ، لأننا نعيش في عالم النسيان مع جمال ما ضيعنا ...
كلامٌ كثير مات على شفاهنا لا استطعنا البوح به و لا استطعنا قتله داخلنا ، و مواقفٌ كانت لها أثر عميقٌ في نفوسنا ...
حكايات لحظاتنا التي عشناها وحتى الآن لم نعرف نهايتها
أفلتت لحظاتنا من بين أيدينا دون أن نشعر و لم يبقَ منها سوى بقايا

و الآن اعترف أننا فعلاً " لا يرافقنا سوى بقايا "

بعد كل ثلاث نقاطٍ تنهيدةٌ لا تنتهي ، تنهيدة تُخفي بحثاً عن الأُنس و هرباً من الوحدة

الجمعة، أكتوبر 01، 2010


أًمطرني عَدلُ البَشر حتى كادت قصائد الظلم تَدفِنُ ما فيها من عِبَر

الجمعة، سبتمبر 17، 2010

و أنتظر


تلوح في الأفق بدايــــةُ نهايـــةٍ ... لم أعرف لها بدايــــةً بَعْد ، خوفٌ من رحيـــــــلٍ مؤكد ...و حلمٌ هـــــــــاربٌ يخشى الوَأد ، خيط يربط خوافقنا ... و نخشى أن يقطع وصلـه التنافر و البُعْد ، أيصبح عهدنا تذكاراً ، و هل يجدي مع المبـــــعدين عَهْد ؟!

يفر من العتابِ حنيننا ، و يطـــــارد ذكرياتنا راهباً على وَقْد ، يضيق الدرب فينا ، تداعبنا الحكـايا ، و يطرق أبوابنـا العناد والسُهد ، نقاوم نفي ريحٍ تعبثُ في مصــــــائرنا و يبدو أنها لنا كالقَيْد

حيارى ... لا مـلاذ لنا سوى صبرٍ و ترقبٍ و احتمـــال وَجْد ، نخشى انهيــــار سقف مودتنا لذا نلملم ما تبقى لنا من وَعد

و من أول يومٍ في لقائنـــــــــــــــــا سيبدأ تنازليــــــاً العّـــــد

السبت، سبتمبر 11، 2010

كن رمادياً و ستعلم لماذا ؟

حين تخطو قدماك كلية العمارة و تبدأ تحديد ملامح مستقبلك فيها ، سيكون الدرس الأول الذي ستتعلمه - في مساق تدريب بصري - هو أن ترسم دائرة الألوان دون أن تعرف لذلك أي أهداف أو جدوى ، و لا عليك حينها سوى الامتثال و الطاعة ، عليك أن تكون رمادياً حيادياً مطيعاً ...


لعلكم تستغربون من وصفكم حينها باللون الرمادي !

اللون الرمادي لون كما تعلمون ينتج مانعاً أحد اللونين - الأبيض و الأسود - أن يطغى أحدهما على الآخر حين التمازج ، يصف لانقاء الأبيض و نقاء الأسود معاً ، مسالم بطبعه ، سلبي أغلب الأحيان ، صمته يَقْتُلُهُ و يَزيدُ اتزانه و يوهم الجميع برضاه ، يرافق أي لون دون أي اعتراضٍ - أي يتقبل الآخر -
إن عدم وجود هذا اللون في دائرة الألوان يجعلني في رضا تام عنها لأن كل لونٍ فيها يعبر عن صفةٍ غير الحياد ، فدفء الأحمر و حساسية الأزرق و تفائل الأصفر و فخامة البنفسجي و ثورة البرتقالي و هدوء الأخضر و عذوبة الوردي و حزم البني كلها تمنحني الحياة .
اللون الرمادي أكرهه جداً و يستفزني جداً لكنه يشبهني فكم أرى فيه نفسي !!

الأربعاء، سبتمبر 08، 2010

ما لا أود نسيانه

اعتدنا أن ندرس بأسلوب معين في مؤسساتنا التعليمية، اعتدنا على أسلوب التلقين ، عودونا أن نتشبع بأفكارهم و أن نتأثر بآرائهم دون أن نشعر ، لا أحد أعطانا حرية التفكير إلا بعضاً منهم - من أحمل له من الامتنان و الشكر الكثير- ، فهم من سمحوا لنا أن نحلل و نناقش و نستنتج ...




و هذا المقال الذي تذمرت كثيرا حال طُلب منا كتابته و كنت من أشد المعارضين له مضموناً و توقيتاً ، ربما لأني - كما البقية - لم أعرف هدفه و مغزاه قبل البدء بالكتابة و قد تعمد معلمنا هذا ، إذ أنه أراد معرفة ارتباطنا بالعمران دون أي افتعال أو تزييف أو ادعاء منا لنيل رضاه فقط ، إنه أراد أن تكون النتيجة التي سيصل إليها تحمل مصداقية و شفافية رغم قسوتها .

انه حرر تفكيرنا ، و احترم مشاعرنا الإنسانية و إحساسنا ، جعلنا جميعا نعبر عما يجول بخاطرنا ليعرف مدى ارتباطنا بالعمران و كيفية تعاملنا مع الشارع ... مع الساحة ... مع الحي ... مع المبنى .

انه أراد ترسيخ مفهوم احترام الإنسان و زيادة ارتباطه بالعمران و إحساسه بروح المكان بطريقة ذكية غير مباشرة و هي أن يقرأ الشخص فينا ما كتبه البقية و يرى مدى تأثير اندثار بعض ملامح الشوارع و المساكن علينا و يشعر كل منا بخطورة إهمالنا لهذا الارتباط و استهانتنا به .


و هذا ما كتبته أنا و كل الشكر لمن أعطاني هذه الفرصة ....


لا شَئَ يُطْبقُ عَلَى النّفْسِ أَلَماً مِثْلَمَا تُطْبقُ الحُروبُ عَلَى نُفُوسٍ الشُعُوبِ التي تُعَايشُهَا حَيْث تَقْتَحِمُ هُدُوءَ حَيَاتِهِم ، تَحْرِقُ ذِكْرَيَاتِهِم ، تُدّمرُ الإنْسَانِيَةَ بِدَاخِلِهِم ...

كَيْفَ يَنْدَثِرُ التّاريخُ ، و كَيفَ تَضِيعُ مَعَالِمُ العُمْرَانْ ، و تَخْتَفِي هَويَةُ الشُعُوبِ وَرَاءَ الدّمَار !!

ألا إِنَهَا الحَرْبُ لُعْبَةً - إنْ شِئْتُ اُسْمِيهَا - تَحْفُرُ في أَذْهَانِنَا صُورَةً قَاسِيَةً عَنْ ظُلْمِ البَشَرِ في الأَرْضِ ...

لا تَسَلْ عَنْ إحْسَاسِي ... هَذَا مَا أَرْدتُ قَولَهُ حِينَ طُلِبَ مِنِي الكِتَابَةَ عَن المَوضُوعِ ... و الحَقِيقَةُ أَنِي لا اَذْكُرُ سِوَى أًنّ الحَربَ أَصْبَحَت مِنَا ... و مَا اخْطَرَ ذَلِكَ ، أَكُلُ هَذَا الظُلم والعُنْف أَصْبَحَ مِنّا ... اعْتَدْنَا عَلَى شئ زَرَعَ فِي نُفُوسِنَا كُرْهاً و قَسْوَةً و حِقْدًا و انْتِقَاماً ...

إنّ لِكُلِ شَئٍ فِي حَيَاتِنَا مَعْنَىً و ذِكْرَى ...فَكُلُ مَكَانٍ عِشْنَا فِيهِ يَتْرُكُ فِينَا أَثَراً خَاصاً ، يَجْعَلُنَا فِي حَنِينٍ دَائِمٍ و لَهْفَةٍ غَامِضَةٍ لِلِفَترَةِ التّي عِشْنَاهَا فِي ذَلِكَ المَكَان .

فَلَمْ اَشعُرَ بِقوةِ لَهفَتِي ،وكِبَرِ أَلَمِي و حَسْرَتِي ، إلا حِينَ خَرَجتُ من مَنْزِلِي بَعْدَ أنْ وضَعَتْ الحَرْبُ أَوزَارَهَا أَتَفَقَدُ مَدِينَتِي و الطّريقَ التي لطَالَمَا وصَلتُ من خِلالِهَا إلى مكَانِ إقَامَتِي و لكن وَقَعَ بَصرِي عَلَى بَقَايَا أَحْجَارِ مَسْجِدٍ كَان بالقُربِ من بَيتِي ، فَلَاحَ لِي طَيْفُ صَلاتِي و أَنَا في ذاك المَسجد و شَعرت بحقدهم على ديننا و أدرَكْتُ سَعْيَهُم لإبْعَادِنَا عن عقيدتنا التي في فًحْوَاهَا قوتَنَا و ضَعْفَهُم ....

سَمعْتُ تَجَاربَ و قِصَص الضّيَاعِ عن قتلِ الحَجرِ ، عن قتلِ البَشَرِ، فَقَالَ الذين فَقَدْوا السكَنَ انَه فُقْدَانُ الوَطَن و لَخَصُوا تَجْرُبَتَهُم ما بَيْنَ آلَام و صَبر و أَمَل ، عَيْنٌ لا تَرَى إلا الأَنِينَ إذَا اشْتَعَلْ ، وفَمٌ يُرَدِدُ بَعضَ أَبْيَاتِ الزّجَلْ ، و سَألْتُهُم مَاذَا عَن الأَثَر قَالُوا : أتَسْأَلنَا عَن الأَثَر !!

اومَا ترى الرُكَامَ الجَمِيلَ الذِي زَوَدَ هذه المَدِينَةَ بِمَعَالِمٍ جَدِيدَةٍ تَترُكُ للأَجْيَالِ القَادِمَةِ ..

رُكَامٌ جَمِيلٌ !! يَصْوغ مَلْحَمَةَ الأَزلْ

كُلُ البَشَرِ تَرّقَبُوا فَلِلِحَرْبِ مَركَبة تَسيرُ عَلى عَجَلْ

الكُلُ حَذرٌ من غَدرِهَا فَلَا تَقْتَرِف أَيُهَا المَبْنَى إِثْمَ الرُكُونِ لِرَاحَةٍ فَقْدْ يُفُاجِئَكَ الأَجَل

فَفِي ثَقَافَتِهِم كُلُ مَا عَلَى الأَرضِ مُذْنِب

لَستُ بِصَدَدِ الحَدِيثِ عَن مَا أَسْمَيْتُه تَدمِيرَ العَمَارَة وطَمسَ الحَضَارَةِ فَمَا إبَادَةَ أَحْيَاءٍ بِكَامِلِهَا و مَسحَ جَميعَ مَلَامِحِهَا إلا مُحَاوَلَةً لإثبَاتِ صُورَتِهِم المُجَرَدَةَ مِن الشُعُورِ .

يَهفو بِأعْمَاقِي أَلف عَاطِفَة ، يَهرُبُ كُل كَلَامِ المَعَاجِمِ إذَا أردْتُ الحَديثَ عَنْهَا ، و لَكِنِي أؤمِنُ أنّ الجُرْحَ يُحيينَا ، يُقَوينَا ، يُعَلِمُنَا مَعْنَى الحَيَاةِ ، ويَصْنَعُ مِنَا أَنْفُسَنَا ،و يُغَيِرُ نَظْرَتَنَا إلى الأشْيَاء .

و ما لَنَا إلا أن نَنْتَظِرَ عَدَالَةَ السّمَاءِ لتَمسَحَ البُؤسَ والشَقَاءَ مِن أَعْمَاقِنَا و تُحَقِقُ كُلَ أحْلَامِنَا و تُرجِعُ أًشيَائَنَا الضّائِعَةِ ، وتُغْدِقُ عَلَينَا من العَدْلِ و الأَمَانِ .

3/3/2009

الأربعاء، سبتمبر 01، 2010

مَعرِفَتُهُ مُمْكِنَة ، و فَهْمُهُ مَحْظُور

تَجِدْهُ دَائِماً كًالشّمْس لا يُخْفِيه أَيّ ضَبَاب ، يُرْسِلُ أَشِعَتَهُ تَتَخَلَلُ النّوَافِذَ و تًصِلُ جَمِيعَ الزّوَايا دُونَ عِلْمٍ منها أو طَلَب ، يَجْتَاحُ تَفَاصِيلَ حَيَاتِكَ ، تَرَاهُ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ إِليْك ، يَقْتَحِمُ عَقْلَكَ بِعِلْمِكَ دُونَ أَنْ تَشْعُرَ ، و يُقْنِعُكَ أَنه مَنَحَكَ ما أًرَدْت و كَأّنّهُ لاً يَحْمِلُ فِي ثَنَايَاه إلا النّقَاء ، لَكنّكَ لا تَعْلَمُ أَنّهُ لِصُ أًفْكًارِكَ الحَالِمَةِ الذّي يُبْعِدُكَ عَن أَي حَقِيقَةٍ تًحْسَبُ صِحَتًهَا و يَنْفِيكَ إلى حَاجِزِ صَمْتٍ يُجْبِرُكَ على عَدم الشّكوَى و التّذمُرٍ .

التدوين

قَدْ يَتَسَاءَلُ البَعْضُ عَمَا يَجْنِيهِ المُدَونونَ مِنْ تًدْوينِهِم ، و قَدْ يَسَتَاءُ القرّاءُ من كْثْرَةِ عَدَدِ المُدَونينَ الذين أَصْبَحُوا يَرَونَ التّدْوين مَنفَذاً وَحِيداً لِعرض مَشَاكِلِهم و أَفكَارٍهم و فُرصَةً لِعَرضٍ تَفَاصِيلَ حَيَاتِهم التي تُخْفِي وَرَائَها كَبْتاً لا يَنْتَهي ...

و قًدْ أًكون أحد المُدَونِين الذين لا يُتقِنُونَ الكِتَابَة بِقَدْرِ مَا يَحِقُ لَها مِن الإتقًانِ ...

و عَلَى قَدْرِ طول الوَقْتِ الذي رَافَقتُ فيه القَلَمَ و الوَرَقَةَ إلا أنّي كُنْتُ أُؤثِرُ أن يَبْقَى في طي النسْيَانِ يَحْجِب التجْرُبَةَ و الإحسَاسَ عَن أَحْدَاقِي و أَحْدَاقِكُم ، حَتى أَنّي عنْدَمَا كُنْت أَقرأُ مَا كَتَبْت لَم أكنْ أٌصَدِقُ أنّي مَن كَتَبْ ، و لكني رَأيتُ في أًقْلامِكِم أَثَراً لنْ أسْتَطِيعَ اقْتِفَاءَهُ إلا حِينَ تَعْبُرُونَ صَحْرَاءَ أورَاقِي ،،

فأورَاقِي بَاهِتَةٌ فَارِغًةٌ إنْ لمْ تُرْنو منها عُيُونُكُم ، مُمْتًنًةٌ إنْ مَنَحْتُمُوهَا بُرْهَةً من وَقْتِكُم ...

عَلّي بدأت بهذه التدوينة لأجد لنفسي مبرراً للبوح هنا ...

روعةُ التفكيرِ بِحُلَةٍ جَدِيدَة


و هل يَأدُ العَجزُ أَحلامَنا ؟!

علمني كيف أتحدى نفسي ...
و كأني جَلستُ على كُلِ مَقْعَدٍ هنا