الجمعة، سبتمبر 17، 2010

و أنتظر


تلوح في الأفق بدايــــةُ نهايـــةٍ ... لم أعرف لها بدايــــةً بَعْد ، خوفٌ من رحيـــــــلٍ مؤكد ...و حلمٌ هـــــــــاربٌ يخشى الوَأد ، خيط يربط خوافقنا ... و نخشى أن يقطع وصلـه التنافر و البُعْد ، أيصبح عهدنا تذكاراً ، و هل يجدي مع المبـــــعدين عَهْد ؟!

يفر من العتابِ حنيننا ، و يطـــــارد ذكرياتنا راهباً على وَقْد ، يضيق الدرب فينا ، تداعبنا الحكـايا ، و يطرق أبوابنـا العناد والسُهد ، نقاوم نفي ريحٍ تعبثُ في مصــــــائرنا و يبدو أنها لنا كالقَيْد

حيارى ... لا مـلاذ لنا سوى صبرٍ و ترقبٍ و احتمـــال وَجْد ، نخشى انهيــــار سقف مودتنا لذا نلملم ما تبقى لنا من وَعد

و من أول يومٍ في لقائنـــــــــــــــــا سيبدأ تنازليــــــاً العّـــــد

السبت، سبتمبر 11، 2010

كن رمادياً و ستعلم لماذا ؟

حين تخطو قدماك كلية العمارة و تبدأ تحديد ملامح مستقبلك فيها ، سيكون الدرس الأول الذي ستتعلمه - في مساق تدريب بصري - هو أن ترسم دائرة الألوان دون أن تعرف لذلك أي أهداف أو جدوى ، و لا عليك حينها سوى الامتثال و الطاعة ، عليك أن تكون رمادياً حيادياً مطيعاً ...


لعلكم تستغربون من وصفكم حينها باللون الرمادي !

اللون الرمادي لون كما تعلمون ينتج مانعاً أحد اللونين - الأبيض و الأسود - أن يطغى أحدهما على الآخر حين التمازج ، يصف لانقاء الأبيض و نقاء الأسود معاً ، مسالم بطبعه ، سلبي أغلب الأحيان ، صمته يَقْتُلُهُ و يَزيدُ اتزانه و يوهم الجميع برضاه ، يرافق أي لون دون أي اعتراضٍ - أي يتقبل الآخر -
إن عدم وجود هذا اللون في دائرة الألوان يجعلني في رضا تام عنها لأن كل لونٍ فيها يعبر عن صفةٍ غير الحياد ، فدفء الأحمر و حساسية الأزرق و تفائل الأصفر و فخامة البنفسجي و ثورة البرتقالي و هدوء الأخضر و عذوبة الوردي و حزم البني كلها تمنحني الحياة .
اللون الرمادي أكرهه جداً و يستفزني جداً لكنه يشبهني فكم أرى فيه نفسي !!

الأربعاء، سبتمبر 08، 2010

ما لا أود نسيانه

اعتدنا أن ندرس بأسلوب معين في مؤسساتنا التعليمية، اعتدنا على أسلوب التلقين ، عودونا أن نتشبع بأفكارهم و أن نتأثر بآرائهم دون أن نشعر ، لا أحد أعطانا حرية التفكير إلا بعضاً منهم - من أحمل له من الامتنان و الشكر الكثير- ، فهم من سمحوا لنا أن نحلل و نناقش و نستنتج ...




و هذا المقال الذي تذمرت كثيرا حال طُلب منا كتابته و كنت من أشد المعارضين له مضموناً و توقيتاً ، ربما لأني - كما البقية - لم أعرف هدفه و مغزاه قبل البدء بالكتابة و قد تعمد معلمنا هذا ، إذ أنه أراد معرفة ارتباطنا بالعمران دون أي افتعال أو تزييف أو ادعاء منا لنيل رضاه فقط ، إنه أراد أن تكون النتيجة التي سيصل إليها تحمل مصداقية و شفافية رغم قسوتها .

انه حرر تفكيرنا ، و احترم مشاعرنا الإنسانية و إحساسنا ، جعلنا جميعا نعبر عما يجول بخاطرنا ليعرف مدى ارتباطنا بالعمران و كيفية تعاملنا مع الشارع ... مع الساحة ... مع الحي ... مع المبنى .

انه أراد ترسيخ مفهوم احترام الإنسان و زيادة ارتباطه بالعمران و إحساسه بروح المكان بطريقة ذكية غير مباشرة و هي أن يقرأ الشخص فينا ما كتبه البقية و يرى مدى تأثير اندثار بعض ملامح الشوارع و المساكن علينا و يشعر كل منا بخطورة إهمالنا لهذا الارتباط و استهانتنا به .


و هذا ما كتبته أنا و كل الشكر لمن أعطاني هذه الفرصة ....


لا شَئَ يُطْبقُ عَلَى النّفْسِ أَلَماً مِثْلَمَا تُطْبقُ الحُروبُ عَلَى نُفُوسٍ الشُعُوبِ التي تُعَايشُهَا حَيْث تَقْتَحِمُ هُدُوءَ حَيَاتِهِم ، تَحْرِقُ ذِكْرَيَاتِهِم ، تُدّمرُ الإنْسَانِيَةَ بِدَاخِلِهِم ...

كَيْفَ يَنْدَثِرُ التّاريخُ ، و كَيفَ تَضِيعُ مَعَالِمُ العُمْرَانْ ، و تَخْتَفِي هَويَةُ الشُعُوبِ وَرَاءَ الدّمَار !!

ألا إِنَهَا الحَرْبُ لُعْبَةً - إنْ شِئْتُ اُسْمِيهَا - تَحْفُرُ في أَذْهَانِنَا صُورَةً قَاسِيَةً عَنْ ظُلْمِ البَشَرِ في الأَرْضِ ...

لا تَسَلْ عَنْ إحْسَاسِي ... هَذَا مَا أَرْدتُ قَولَهُ حِينَ طُلِبَ مِنِي الكِتَابَةَ عَن المَوضُوعِ ... و الحَقِيقَةُ أَنِي لا اَذْكُرُ سِوَى أًنّ الحَربَ أَصْبَحَت مِنَا ... و مَا اخْطَرَ ذَلِكَ ، أَكُلُ هَذَا الظُلم والعُنْف أَصْبَحَ مِنّا ... اعْتَدْنَا عَلَى شئ زَرَعَ فِي نُفُوسِنَا كُرْهاً و قَسْوَةً و حِقْدًا و انْتِقَاماً ...

إنّ لِكُلِ شَئٍ فِي حَيَاتِنَا مَعْنَىً و ذِكْرَى ...فَكُلُ مَكَانٍ عِشْنَا فِيهِ يَتْرُكُ فِينَا أَثَراً خَاصاً ، يَجْعَلُنَا فِي حَنِينٍ دَائِمٍ و لَهْفَةٍ غَامِضَةٍ لِلِفَترَةِ التّي عِشْنَاهَا فِي ذَلِكَ المَكَان .

فَلَمْ اَشعُرَ بِقوةِ لَهفَتِي ،وكِبَرِ أَلَمِي و حَسْرَتِي ، إلا حِينَ خَرَجتُ من مَنْزِلِي بَعْدَ أنْ وضَعَتْ الحَرْبُ أَوزَارَهَا أَتَفَقَدُ مَدِينَتِي و الطّريقَ التي لطَالَمَا وصَلتُ من خِلالِهَا إلى مكَانِ إقَامَتِي و لكن وَقَعَ بَصرِي عَلَى بَقَايَا أَحْجَارِ مَسْجِدٍ كَان بالقُربِ من بَيتِي ، فَلَاحَ لِي طَيْفُ صَلاتِي و أَنَا في ذاك المَسجد و شَعرت بحقدهم على ديننا و أدرَكْتُ سَعْيَهُم لإبْعَادِنَا عن عقيدتنا التي في فًحْوَاهَا قوتَنَا و ضَعْفَهُم ....

سَمعْتُ تَجَاربَ و قِصَص الضّيَاعِ عن قتلِ الحَجرِ ، عن قتلِ البَشَرِ، فَقَالَ الذين فَقَدْوا السكَنَ انَه فُقْدَانُ الوَطَن و لَخَصُوا تَجْرُبَتَهُم ما بَيْنَ آلَام و صَبر و أَمَل ، عَيْنٌ لا تَرَى إلا الأَنِينَ إذَا اشْتَعَلْ ، وفَمٌ يُرَدِدُ بَعضَ أَبْيَاتِ الزّجَلْ ، و سَألْتُهُم مَاذَا عَن الأَثَر قَالُوا : أتَسْأَلنَا عَن الأَثَر !!

اومَا ترى الرُكَامَ الجَمِيلَ الذِي زَوَدَ هذه المَدِينَةَ بِمَعَالِمٍ جَدِيدَةٍ تَترُكُ للأَجْيَالِ القَادِمَةِ ..

رُكَامٌ جَمِيلٌ !! يَصْوغ مَلْحَمَةَ الأَزلْ

كُلُ البَشَرِ تَرّقَبُوا فَلِلِحَرْبِ مَركَبة تَسيرُ عَلى عَجَلْ

الكُلُ حَذرٌ من غَدرِهَا فَلَا تَقْتَرِف أَيُهَا المَبْنَى إِثْمَ الرُكُونِ لِرَاحَةٍ فَقْدْ يُفُاجِئَكَ الأَجَل

فَفِي ثَقَافَتِهِم كُلُ مَا عَلَى الأَرضِ مُذْنِب

لَستُ بِصَدَدِ الحَدِيثِ عَن مَا أَسْمَيْتُه تَدمِيرَ العَمَارَة وطَمسَ الحَضَارَةِ فَمَا إبَادَةَ أَحْيَاءٍ بِكَامِلِهَا و مَسحَ جَميعَ مَلَامِحِهَا إلا مُحَاوَلَةً لإثبَاتِ صُورَتِهِم المُجَرَدَةَ مِن الشُعُورِ .

يَهفو بِأعْمَاقِي أَلف عَاطِفَة ، يَهرُبُ كُل كَلَامِ المَعَاجِمِ إذَا أردْتُ الحَديثَ عَنْهَا ، و لَكِنِي أؤمِنُ أنّ الجُرْحَ يُحيينَا ، يُقَوينَا ، يُعَلِمُنَا مَعْنَى الحَيَاةِ ، ويَصْنَعُ مِنَا أَنْفُسَنَا ،و يُغَيِرُ نَظْرَتَنَا إلى الأشْيَاء .

و ما لَنَا إلا أن نَنْتَظِرَ عَدَالَةَ السّمَاءِ لتَمسَحَ البُؤسَ والشَقَاءَ مِن أَعْمَاقِنَا و تُحَقِقُ كُلَ أحْلَامِنَا و تُرجِعُ أًشيَائَنَا الضّائِعَةِ ، وتُغْدِقُ عَلَينَا من العَدْلِ و الأَمَانِ .

3/3/2009

الأربعاء، سبتمبر 01، 2010

مَعرِفَتُهُ مُمْكِنَة ، و فَهْمُهُ مَحْظُور

تَجِدْهُ دَائِماً كًالشّمْس لا يُخْفِيه أَيّ ضَبَاب ، يُرْسِلُ أَشِعَتَهُ تَتَخَلَلُ النّوَافِذَ و تًصِلُ جَمِيعَ الزّوَايا دُونَ عِلْمٍ منها أو طَلَب ، يَجْتَاحُ تَفَاصِيلَ حَيَاتِكَ ، تَرَاهُ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ إِليْك ، يَقْتَحِمُ عَقْلَكَ بِعِلْمِكَ دُونَ أَنْ تَشْعُرَ ، و يُقْنِعُكَ أَنه مَنَحَكَ ما أًرَدْت و كَأّنّهُ لاً يَحْمِلُ فِي ثَنَايَاه إلا النّقَاء ، لَكنّكَ لا تَعْلَمُ أَنّهُ لِصُ أًفْكًارِكَ الحَالِمَةِ الذّي يُبْعِدُكَ عَن أَي حَقِيقَةٍ تًحْسَبُ صِحَتًهَا و يَنْفِيكَ إلى حَاجِزِ صَمْتٍ يُجْبِرُكَ على عَدم الشّكوَى و التّذمُرٍ .

التدوين

قَدْ يَتَسَاءَلُ البَعْضُ عَمَا يَجْنِيهِ المُدَونونَ مِنْ تًدْوينِهِم ، و قَدْ يَسَتَاءُ القرّاءُ من كْثْرَةِ عَدَدِ المُدَونينَ الذين أَصْبَحُوا يَرَونَ التّدْوين مَنفَذاً وَحِيداً لِعرض مَشَاكِلِهم و أَفكَارٍهم و فُرصَةً لِعَرضٍ تَفَاصِيلَ حَيَاتِهم التي تُخْفِي وَرَائَها كَبْتاً لا يَنْتَهي ...

و قًدْ أًكون أحد المُدَونِين الذين لا يُتقِنُونَ الكِتَابَة بِقَدْرِ مَا يَحِقُ لَها مِن الإتقًانِ ...

و عَلَى قَدْرِ طول الوَقْتِ الذي رَافَقتُ فيه القَلَمَ و الوَرَقَةَ إلا أنّي كُنْتُ أُؤثِرُ أن يَبْقَى في طي النسْيَانِ يَحْجِب التجْرُبَةَ و الإحسَاسَ عَن أَحْدَاقِي و أَحْدَاقِكُم ، حَتى أَنّي عنْدَمَا كُنْت أَقرأُ مَا كَتَبْت لَم أكنْ أٌصَدِقُ أنّي مَن كَتَبْ ، و لكني رَأيتُ في أًقْلامِكِم أَثَراً لنْ أسْتَطِيعَ اقْتِفَاءَهُ إلا حِينَ تَعْبُرُونَ صَحْرَاءَ أورَاقِي ،،

فأورَاقِي بَاهِتَةٌ فَارِغًةٌ إنْ لمْ تُرْنو منها عُيُونُكُم ، مُمْتًنًةٌ إنْ مَنَحْتُمُوهَا بُرْهَةً من وَقْتِكُم ...

عَلّي بدأت بهذه التدوينة لأجد لنفسي مبرراً للبوح هنا ...

روعةُ التفكيرِ بِحُلَةٍ جَدِيدَة


و هل يَأدُ العَجزُ أَحلامَنا ؟!

علمني كيف أتحدى نفسي ...
و كأني جَلستُ على كُلِ مَقْعَدٍ هنا