و حيث ابتدأنا ننتهي نرتدي ثوب الذهول ...
أحلامنا تتأرجح بين زاويةٍ و زاوية ، تقف على شفا حفرةٍ من الواقع معلنةً بوادر نوبة صحوةٍ ترسم ملامح مستقبل علاقتنا ، نمد يدنا للنسيان ...
عذراً بل للغفران ...
تضيق بنا كلمات الشكر و الاعتذار ، نتجاهل قسوتنا ، و على خجلٍ نكمل مشوارنا سوياً ، نلقي بكل ما فات على أعتاب الذاكرة ، نعيش خيانة الحروف و الكلمات في التبرير ، و نلجأ لصوت الضجيج تغلباً على قرع أفئدتنا التي ملّت من العَتَب و التَعَب ... تلك المفارقة الساخرة التي جعلت استبدال مكان العين بالتاء اشتعالاً لنيران القلوب بين المتعاتبين ليصيبهم تعب ...
و في وسط الزحام نجد يداً حانيةً تدنو من أقلامنا ، و تفتح لعيوننا نافذة ، و تضئ قناديل آفاقنا ، و تزيد شغفنا للخوض في بحور الحرف ، و تتابع خطا أقدامنا و تنصب لنا فخ نقد الذات فتثقلنا الخطايا و تعصف الريح بأشجارنا فتسقط أوراقنا هاربةً تاركةً أغصاننا عاريةً جافة و بكل سحر تسقينا غيثاً يحيي أرضنا الجدباء و يشبع حرماننا ...
عندها تغزونا رغبةٌ جامحةٌ لتقديم الشكر و الامتنان لتلك اليد التي أبت إلا أن تترك أثراً باقياً و أن تكون طبيبة أحلامنا و مرسى سفننا و منفذ أملٍ لنا ...
الشكر ... يا لبساطة الكلمة ، و يا لسحرها و أثرها ...