الأحد، يونيو 12، 2011

نظرة ،

بؤسٌ ... جوعٌ ... يأسٌ ... أم فقر
لم تستطع عدسة الكاميرا أن تغض الطرف عمّا رأته، ولم يُسعفني ركوبي بحافلةٍ تمضي دون الاكتراث بما حولها، أن أقف طويلاً أمام هذه الطفلة لأدقق فيما تفعل أو حتى لأتمكن من اقتلاع الأفكار التي تسكن رأسها ببعض تبادلات الحديث - التي قد لا تكون مجدية لأعرف ما أريد أن أعرف منها - و لكن لم تستطع أن تُخفي عن عدستي ذاك الأسى الغامر في عينيها الغاضبتين ، و لا اضطرابها الممزوج بالقلق المُبهم ، و لا حيرتها التي لا تعرف لها سبباً ، و لا استغرابها في دافعي لتصويرها ... و لكنّي أدّعي أني استطعت أن أقرأ ما أرادت أن تنطق به ...
تُرى متى ستُخرج لنا هذه الطفلة أملاً من ذاك الكيس الأسود الذي طالما داعبها ... حيث كان لعبتها ظلهُ و ظلها و كيف تلاحقهما معاً و لا تدركهما فتشعر كأنها لم تُراوح مكانها ، و حين تلتقط انفاسها لتسترح قليلاً تذكر أنها كانت تجري بسرعةٍ أنستها أن قدميها العاريتين لامستا من الحرارة و من العثراتِ ما لا يستطيع أن يتحمله صاحب قوةٍ يرتدي حذاءاً و يبحث عن ظلٍ يحميه ...

تُرى أيكون مصيرها أن تقف أسيرة مجتمعٍ يحيطها بسلك شائك، يجعلها تنتظر رحمة أحدهم أو عطف ذاك ، لا تستطيع أن تفك قيدها أو أن تكون صاحبة قرارها ...

هناك تعليق واحد:

  1. تُرى ما الذي يدفعها عن ترك ذالك الكيس ..
    تُرى ما الذي يدفعها الى بسط استغرابها من تصوريها..
    ايكون بؤس . جوع ، يأس ام فقر
    إم تعجباً لما رأت من شيء لم تره من قبل
    ام لأن امامها ما يثير الاستغراب من شيءاعتادت عليه.
    اعتقد ان ما اثارها لروعة ما رأت وابداع ما احست من شيء لا نقول عليه سوى انتِ مبدعة
    يا عدسة الكاميرا التي لا تستطيعي ان تغضي طرفك قبل ان تتركي لمساتك الاخيرة.

    ردحذف

شارك برأيك