الثلاثاء، مايو 24، 2011

رحلة صباحية لأغراض تفقدية أم عبثية

أصعب الوقائع تصديقاً هي التي تُحاكي واقعاً يفوق أبعاد الخيال ، حيث يصبح المشهد فيها يفوق مشهداً تلفزيونياً أعدّه كاتب ليصف به السلوك الحقيقي للبعض الذي يعكس حاجتهم الملحة للمساعدة أو يصف على النقيض من ذلك ثقافة البعض الآخر في التسول و على الرغم من عشوائية الإخراج و التمثيل و غياب حرفية النص المكتوب لما يحدث إلا أنهم أبدعوا ترتيب تسلسل رحلة صباحية بحثية يمارسون فيها دون تخطيط أو شعور دراسة تتابع عمراني يعنيهم فيه أيقونات بصرية ترشدهم إلى ما يبحثون عنه ودعوني قبل متابعة رصد ذلك السلوك أن أعرف الحيز المعماري الذي يقصده أولئك البسطاء و هو عبارة عن سلسلتين من البنايات المتلاصقة تتقابلان فيما بينها و يفصل بينهما شارع وعلى طول هذا الشارع تجد شريط تجارياً حيوياً ربما يجعل لرحلته أغراض سياسية ممتعة أخرى .

و على اختلاف وسيلة المواصلات التي يستقلونها إلا أن الوصول واحد ، فالجولة تبدأ حينما تستقبل إحدى الأرصفة عربة و يكمل النازل منها البحث عن ضالته ضمن منطقة وصفها له البعض بالتكدس المؤسساتي الإغاثي ، ويستخدم كل عنصرٍ من عناصر النسيج الحضري الموجود كإشارة يستدل فيها السائل عن هدفه المقصود حتى لا يمضى في الاحتمالات طويلاً، فيبدأ محاولته في كشف و تقصي أماكن تلك المؤسسات بسؤال أحد المارة أو الباعة عن مسجد أو بقاله أو مطعم أو برج معروف يجاورها حتى يستطيع من خلاله تحديد مكان المؤسسة ضمن سياقها المعماري على أمل أن يجد ما يُعيله على أمور الحياة.


ممارسات معمارية بالقرب من المؤسسات الإغاثية


شمسٌ حارقة، هاتفٌ محمول ينتظر أمراً بممارسة بيع متعلقات مؤقتة قد لا يعود معظمها للبيت، أمرٌ أثار لدينا الدافع للتعاطي مع مثل هذه الظاهرة لمعرفة حيثيات وجودها .

ما الذي يجبر هذا الطفل على إشغال حيزٍ يشوه المشهد المعماري المجاور لإحدى مؤسسات المعونة ؟


وهنا يفاجئنا تناص عدسة الكاميرا مع الصورة السابقة موضحاً معنى أن تكون امرأةٌ عجوز لم تستطع أن تترك طفلين من أطفالها - في منزلٍ بارد- أن تشغل بعربتها حيزاً مكانياً يقابل إحدى المؤسسات تلك، تنتظر فرجاً قريباً يجعل من حياتها حياةً أفضل أو يسد جزءاً من رمق أطفالها الجوعى، ربما لا تعطي اهتماماً لما ترى حولها من عشوائية العمران و تشوه الشوارع بازدحام يكاد يجعل الشارع نهايةً مغلقة لا يمكن تجاوزها.

لماذا تقطع عجوزٌ قارب عمرها قرن تنقصه بضع سنين هذه المسافة كل يوم ؟

و تكمل مسيرها ضمن مشهدٍ معماري ألفته كأنها تعاتب البائعين الحاصلين على ما لا تستطيع حيازته هي رغم حاجتها الملحة له.

ربما عليها أن تكون أماً عاملةً في تجميع ما يُقيت أبنائها الجوعى مستخدمةً عَرَبة بدائية تعيينها على حمل ما جمعت وإيواء أطفالها المؤقت ريثما تكمل ممارستها المعمارية في البحث والتنقيب .

بائعون يتخيرون أماكن اصطياد زبائنهم اليوميين لأنهم جمعوا في أحيزتهم الفراغية سمة مميزة، كونهم استطاعوا أن يشغلوا حيزاً خاصاً ضمن المشهد المعماري العام الذي جعلهم في منطقةٍ تتوسط مكان عبادة يرتاده الناس خمس مرات يومياً و مؤسسة يرتادها البعض كل صباح .

فوضى عارمة تجعل من مفردات الشارع منتجاً فراغياً مشوهاً يحمل سمة لم يستطع أي شارع آخر - يخلو من تلك المؤسسات - أن يحملها .

فهل ستبقى الفوضى و القذارة سمةً مميزة لتجمع الناس في أماكن مزدحمة ؟!


لم تستطع عدسة الكاميرا ثني أطراف الحقيقة أو غض الطرف عن أولئك العاملين في مجال البحث والتسول دون معرفة استحقاقهم لما يطلبون أو عدمه مستخدمين كل وسائل استجداء العطف وأهمها الأطفال.

كالمتشبث بالحياة يخاف أن يفلت ما استطاع حيازته فيبقى يُصارع الحياة متجاهلاً ما يرى من النسيج العمراني.


بابٌ مفتوح وعيونٌ تنتظر إذناً بالدخول علها تجد المراد منكرةً كل ما ترى حولها من مشاهد معمارية مألوفة يعيشها الناس كل يوم وتتجاهل تلك المؤسسة التعليمية المكتظة ومبانيها العالية.

عملٌ آخر يساعد به هذا الطفل أباه، فضيق العيش جعل من هذه العربة مصدر رزقٍ لهما يجمعان فيه ما طُلِب منهما جمعه وإيصاله إلى حيث أشخاصٍ ملّوا الانتظار أو لا حاجة تجبرهم على المكوث هنا .

شاهدةٌ على آمال بسيطة.تجمع بين وسيلةٍ بدائية ووسيلة حديثة، تعرض تناقضات تطرح تطبيقات ميدانية غريبة.

و تحت رحمة البعض ينتظر البعض الآخر خارجاً.


هناك 36 تعليقًا:

  1. رائع الطرح .. والتعليقات والعبارات قوية بالفعل .. استمري

    ردحذف
  2. مرورك أروع
    شكراً
    وجودك يزيد مدونتي شرف
    أهلاً بك

    ردحذف
  3. اصبحت انتظر كلامتك من وقت لاخر بشغف.. كان كلماتك الرائعة تركت شيئا في نفسي لا استطيع ان اتجاهلها ولا اقول الا كما اسلفت انتي رائعة بكلماتك،رائعة باحساسك .

    ردحذف
  4. أثرت فضولي أكثر يا صاحب الاحساس المُرهف
    أهلا بك في مدونتي

    اترك لي أي علامةٍ أعرِفك بها لأشكرك

    ردحذف
  5. ادرك اني اثرت فضولك ،لاكني لا اقول غير اني اوشكت ان اكون اقرب الك من والديك الا ان الاشهر القليلة فرقتنا سنين طويلة..

    ردحذف
  6. الم تصلك العلامة الا شيئا ما ؟؟

    ردحذف
  7. روعة يارغدة وما شاء الله عنك مبدعة دايما

    ردحذف
  8. ههههه اذا اتركي الايام لتفصل بيننا

    ردحذف
  9. أثرت فضولي أيضاً أيها الأخير
    أتوق لمعرفتك
    كن أكثر جرأة

    ردحذف
  10. الموقف اكثر حساسية مما تتوقعين
    ليس مجرد معرفة فحسب ا.

    ردحذف
  11. كيف لك أن تدّعي حساسية لا أعرف ما سببها ؟!
    كن واضحاًوأقولها للمرة الأخيرة و إلا فلا مكان لتعليقك هنا ...

    ردحذف
  12. هُنا جمالُ الطرحِ والتوصيف .. حيثُ القلب
    ولكن بالارتفاع قدمين إلى الأعلى .. لا بد لنا أن نُعملَ ذاك العقلَ لنَستُرَ عارَ الجبين ..
    يُؤلمني ما ذَكرتِ، ولكنَّ التسولَ في فسحات الدوائر الحكومية وكلٌّ تلك العمالةِ التي لا ترى عملاً إلا شُرب الشاي والقهوة وتصفح المواقع الإلكترونية ما هو أدعى للتفكير والتمحيص .. 120 ألف موظف، أيعمل منهم 10 آلاف!!!.
    شعب بلا عمل .. شبابٌ بلا إدراك .. ثقافة معدومة .. أتحريرٌ يُرجى أو أملٌ يُنتظر .. لا والله.
    أطلتُ خافتاً على عمق التحليل في مقالِك الجميل .. دُمتِ بخير.

    ردحذف
  13. إن كانت تعليقاتي لا مكان لها هنا فلا تعليق بعد اليوم اكتفي بقراءة ما كتبت يداكي الرائعة.

    ردحذف
  14. شهاب
    أصبت .. فنحن نحتاج أن نُعملَ عقلنا و نزيد ثقافتنا و لكن من نخاطب !!!
    للأسف نخاطب عقولاً لا تسمع
    عافانا الله و اياكم من الخمول و الكسل و الاعتماد على الآخرين ...

    شكراً لمرورك ، أسعدني وجودك

    ردحذف
  15. أيها المجهول المتابع لمدونتي المتواضعة ...
    أهلاً بك
    أرحب بكل من يقرأ مدونتي و لكن تعليقاتك الأخيرة أثارت حيرتي فطلبت حقي في توضيح ما لم أفهم و معرفة ما لا أعلم
    أتسائل ترى لماذا تختبأ وراء حروفك
    اكشف الستار عن وجهك و ستكتمل سعادتي بقرائتك لما أكتب و معرفتي لمن يتابعني بشغف

    أرجو أن تقرأ سؤال الشرط كما قرأت جوابه ، ما طلبته فقط حقي في معرفة متابعي لأزيدهم شكراً

    كن واضحاً بما تقل أيضاً، فلم يتضح لي أي شي مما أسلفت البارحة ...

    عذراً ... ألا ترى في معرفتك حقاً لي !!!

    ردحذف
  16. يا صاحبة القلم الرنان إن كانت معرفتي تهمك فأنا لا استطيع انا اعرف نفسي ع الملأ أنا أعي ما أقول ، ارجو أن تعذرينني أن اشغلتك فيما هو اهم من تعليقاتي .

    ردحذف
  17. راااائع ذاك القلم يا بشمهندسة .. من تميز لاخر واخر باذن الله تعالى

    كل التحية

    ردحذف
  18. البعض يأبى إلا أن يترك علامة ... أو شهادة نعتز بها
    شكرا يا بشمهندس

    ردحذف
  19. والبعض ينتظر ما ستبدع المهندسة بعد مشوار طويل تكلل بالتعب والسهر ما بعد التخرج...

    ردحذف
  20. ولن تموت جوعاً!!

    فاطمة بنت عبد الله البطاح

    المكان: إحدى دور تحفيظ القرآن الكريم
    الزمان: في مساء ليلة شتوية قبيل الغروب...

    ها هي الشمس تميل نحو الأفق.. وترسل أشعتها الزاهية.. التي بدت بلونها الذهبي الجميل كأنها قد رسمتها ريشة فنان مبدع!
    - ثمة نساء كثيرات يملأن المكان..
    تتكوم أجسادهن الغضة.. يشكلن دائرةً.. تتشكل معها أفكار وتصورات ومبادئ.. تأبى إلا البقاء في زمن لا يعترف إلا بالتغير والتحول!
    يُصغين بأسماعهنّ لـ امرأة تتوسطهنّ- وتبدو مشرقة الوجه، مضيئة القسمات، حلوة الحديث...
    أستمتع بالإنصات
    إلا أن ثمة ما يضايقني!
    مخلوقة صغيرة، جميلة أُحسها خلف ظهري...
    أستدير يميناً فتأسرني بعينيها الخضراوين اللامعتين!
    أتابعها وهي تخطو وتخطو وبخفة ورشاقة واضحتين – تحاول أن تتخطى الصفوف المتراصة، والأجساد المتلاحمة..
    أسأل نفسي..
    أتظن هذه المخلوقة الضعيفة أنها قادرة على تجاوز الصفوف!
    ألا تخشى على جسدها الصغير الذي يفيضُ بالحياة فيجعلها لا تسير كما نسير وإنما تقفز حيناً وتتوثب أحيانا أخرى!
    يا الله! يا لهذه المخلوقة الطائشة أتصر على أن تسير وسط هذه الجموع الحاشدة!
    يا لقلة صبرها! لماذا لا تنتظر ريثما ينفض الجمع.. فيكون لها خلوة هادئة... مع من تريد!
    - صوت الأخت المحاضرة.. يرتفع تحتد نبرته.. تقطع عليّ تساؤلاتي.. تنسيني صاحبتي المشاكسة ذات العينين اللامعتين!
    أرفع قامتي قليلاً.. أود لو أرى ملامح وجه المرأة المضيء فأعجز!
    أسمع صوتها يملأ المكان والزمان:
    (اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك.. وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.. رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح
    سمو الكلمات، وحدة الصوت
    أصابت أفكاري بالشلل للحظات.. بيد أنها لم تستطع أن تمنع تلك المخلوقة/ الضعيفة من تجديد محاولاتها للعبور!
    يأتيني صوت من بجانبي وهي تهمس بضيقٍ ساخر: امنحوا هذه (الهرة) المتطفلة فرصةً للعبور، فقد يكون لها مداخلةً حميمة أو تعليقاً جميلاً.. ربما!
    - فجأة تخفت الأصوات الجادة، والهمسات الساخرة كلها ويبقى صوت الهرة، وصورتها وقد خلت بـ (طعامها المنشود) وبدت مطمئنة في جلستها معه – حتى ظهرها وإن احدودبت على طعامها قليلاً إلا أنها ظلت ترمقنا بعينين غائبتين عن كل شيء- لا تنطقان بشيء إلا الحمد والحمد كله لمن يستحقه!!
    - عجيب أمر هذه الهرة- لم تدمع دمعة واحدة تفضح لنا جوعها!
    لم تحاول استمالتنا نحو ضعفها ونحن الأقوى والأشد!
    لم تحاول استجداءنا لنهيئ لها حاجتها.. وهي الجائعة ونحن من نستطيع أن نضع طعامها وطعام غيرها من بني جلدتها في حضنها!
    - بل بدت أمامنا رغم أنوفنا!
    إنساناً في أسمى حالاته..
    إنساناً خلا من الذل، والجبن، والنفاق، والرياء، والاستجداء
    إنساناً لفظ مرارة الاسترزاق من البشر.. وترفع عنه بكل دناءته وخسة كل صورة من صوره حتى تلك الصور التي مرت عليها أقلام رسامي العصر الذليل.. وغيّروا حقيقتها الطاغية في القبح بألوان الطيف أو الزيف كلها!
    - وتصعد الهرة المنبر صعود الكريم الذي تأخذك عزتهِ ورفعته وتُلقي على مسامعنا قصيدة عصماء حفظتُ منها
    قل إذا قُطع المعاش ..
    الله قد رزق الخشاش!!
    - ويضج المكان بصوت جماعي
    يردد: الله قد رزق الخشاش
    الله قد رزق الخشاش
    أو هكذا خُيل إليَّ!!


    المصدر: مجلة الأسرة العدد 93

    تحرير: حورية الدعوة
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

    ردحذف
  21. كلماتك الرائعة اسعدتني كما مرورك

    ردحذف
  22. هناك اسر يعودون أولادهم على التسول وهذا مرفوض لدى القرية خاصة وأننا نعمل على تعزيز الكرامة والثقة بالنفس لدى الطفل اليتيم للبعد عن شعوره بالدونية واستقبال الصدقات.

    حتى فيما يقدم إلينا من هدايا نرفض توزيعها عليهم من قبل المتبرعين ويتم توزيعها عليهم من الإدارة بوجود جميع الأطفال في المناسبات والأعياد وتقدم الهدايا أيضا في أعياد الميلاد والتفوق الدراسي ويكون بشكل تحفيزي وليس عطف وتسول، ونرفض الاحتفال بيوم اليتيم العالمي ونستبدله بعمل فعاليات واحتفالات لعدم تعزيز الدونية لديهم.

    www.sosrafah.org

    ردحذف
  23. استطيع أن اجزم بأن هؤلاء البشر قـد تمكنوا من صياغة مُفرداتٍ خاصة بحياتهم.
    لقد تـقولبوا حول مشاكلهم وهموم حياتهم اليومية التي لا تـنتهي.
    مشاكـلهم أصبحت أحد أبجـديات حياتهم المُتكررة.
    فكل الأيام باتت مُتـشابهة بل هي مُكـررة ضمن إيقاع مُعـين.
    هذا التكرار ربما هو ما ضمن لهم الاستمرار بل البقاء.
    في حياتهم ليس هناك أية إضافة ولكنه مجرد اجترار شبه يومي!
    هناك اخـتـزال مُستمر ومتكرر وهذا يؤدي بحياتهم إلى اللاشيء.
    ...
    من الضروري أن نعيش معهم زمناً ما.
    سأحاول ذلك ما استطعت.
    أن ارقـص معهم حول نيران الشتاء التي يتـدفـئون بها.
    أن أتناول طعامي معهم ومع أطفالهم.
    أن أنام مُكرراً نـفسي في كل ليلة.
    ربما تكون هناك الحقيقة التي أبحث عنها.

    ردحذف
  24. المهندس سالم المحترم
    يسرني أن تكون أحد قرّاء مدونتي المتواضعة
    أما عن هؤلاء البشر فلن تستطيع مفرداتي أن تصل لهمومهم و تصفها و لكنني سأحاول أن أبحث أيضاً عن الحقيقة ...

    تحياتي

    ردحذف
  25. م. رغدة
    ما شاء الله أنت موهوبة، ولعل جمال العمارة يكمن في أنها تصقل فينا سلامة الطبع، وجمال المنطق، وقوة الإيمان، وروائع البيان، ونحن لا ندري!

    مزيدا من الإبداع يا رغدة!

    ردحذف
  26. الحقيقة بصراحة كلمت أتعبتني كثيراً
    منذ الصغر عندما كنت أرى أبي يداوي كثير من المرضى البؤساء والضعفاء الذي تجدهم لا يملكون قوت يومهم الى أن كبرت ودرست الهندسة المعمارية ازدا الأمر صعوبة وازدادت المفارقات والتناقضات هل أنا المعماري الذي يبحث عن مجده من خلال ترجمة العديد من أفكاره إلى صروح شامخة أو الغوص في غضم الشركات والمؤسسات الهندسية أم ماذا.........
    ومضت أربع سنين في دراستي للهندسة المعمارية أيقنت من خلالها ان تخصصي هو الأجمل بقدر ما يجمع من تناقضات بقدر ما يستطيع أن يسعد الآخرين...

    في النهاية آمل لك مهندسة رغدة مستقبل مشرق تجدين فيه كل ما تبحثين عنه .

    ردحذف
  27. د.عمر عصفور الفاضل :
    أنتم من زرعتم فينا بذرة الابداع ، سعيدة جداً لأنني من الأسرة المعمارية التي لا تشبه أي أسرة، والتي أعطتنا منطقاً جديداً للتفكير بالأشياء.

    لن تكفيني الكلمات في وصف فرحتي بقرائتك لما خطت أناملي التي ترتجف أمام عظم المواقف التي تكتب عنها.

    رأيك شهادة أعتز بها و انا أحبو خطواتي الأولى في طريق ما أود الوصول به إلى ما أطمح .

    تحياتي

    ردحذف
  28. م. نعيم
    يسرني أن يكون قرّائي من المهندسين في تزايد و أن تكون كتاباتي المعمارية في رقي و تفاعل.
    بالفعل المعماري الحق هو من يوقن أن العمارة جميلةٌ بما تجمع من تناقضات بنفس القدر الذي تستطيع به اسعاد الآخرين...
    شكرا لوجودك و أتمنى أن تكون من المتابعين.
    دمتَ بود

    ردحذف
  29. كلما مر يوما علي عداد عمري كلما زاد جرحي --- وزاد معه اهاتى لمعاناة شعب --- لا يحصل فقط علي لقمة العيش بمرارة --- بل يموت الف مرة لكي يحصل علي امانة قد جائت اليه من افق بعيدة لا يعلمها الا الله ---- كم بكي قلبي عندما عايشت فئة شعبي عندما رايت الفرق بينهم وبين فئات اخرى --- الهي كم جال بخاطري سؤال = هل من المعقول ان يكون الفرق بين فئات شعب بهده الدرجة = شعب داق الواقع والاحلام والماسي والاهات بنفس العنف والظلم والقهر بنفس الدرجة وبنفس القوة -- اعلم بان الكاتب امنون كاب وصف ماساة صبرا وشاتيلا وكاننا في داخل الحدت واعلم بان كتيرا من الكتاب والروائيين وصفو ما يريدون واستطاعو ان يشعرونا باننا في وسط الرواية --- ولكن كم نكتب عن ما راينا من ماساة فقر وتشرد لا نستطيع لانها تفوق كل النظريات البشرية والانسانية --- تفوق حتي معدل التصديق والاقتناع --- فئة لا تملك سوى بعض الاخشاب للطهي وبيت من حديد فقير لا يحن عليهم الا بزيادة الحرارة وحرق جسودهم وطفل لا يملك في حياة الطفولة الا عصا يداعبها مع الريح تحت اشعة الشمس الحمراء اصابعه سوداء لا يدل الا علي عدم معرفته بالماء او لا يعلم ما هو الماء--او لا يراه الا في فصل الشتاء --
    الهي نحن ابناء محمد ابن عبد الله (ص) وخالد بن الوليد - وابناء عمر ابن الخطاب صاحب الكلمة المشهورة =والله لو عترت بغلة في العراق لسالني الله عنها يوم القيامة لما لا تصلح لها الطريق يا عمر !!!=
    فهده العائلات والاطفال وما بينهما من هو المسؤول عنهم امام الله
    ما اروعنا وما اقوانا بالاعتراض ومنع المنتوجات التي تسب وتلعن فينا - وما نتجاهله في ارضنا اراه اعظم واكبر جرمة علي انسانيتنا وبشريتنا وضميرنا ان كان بعده ما زال فينا -----
    لا اريد ان تقراو عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لانني واتق بان الجميع يعرفه ويعلم ما كان يفعل ويقول - اريد فقط وامنيتي ان يطبق بعض الشيئ من حياته علي فئات اهلي وشعبي --- لرفع الدمعة من عيون قرحت من شدة البكاء من الجوع -- من السقيع والبرد --- من الحرارة التي لا ترحم -- ومن الموت البطيئ --- اعذروني فما عشته جعل افكاري مشتتة كتيرا ولا اعلم من اين ابدا مشوار كلماتي --- ولا كيف انهيها ----فاقول لهمما لكم في هدا الزمان الا الله والضمير الانساني ان وجد ---
    في القدم بنيت الدول بيوتها حسب قوة حكوماتها وتقدمها فكلما زادت قوة الدولة كلما تقل حجر بنائها فكانت القصور وكلما ازدهرت الحكومات وترعرعت تمشى البنيان لحالة الازدهار حتي اصبحو يبنو البيوت من الحديد والزجاج دليل علي الرقي والنزاهة والازدهار ، فكيف نحن نبني بيوتنا !!!!!!!

    ردحذف
  30. نضجك الفكري سبق سنك ..أهنئك على ذكاء إحساسك...واصلي إبداعاتك
    هم أناس حريٌ بنا أن نحس بإحساسهم...نتنفس هواءهم..ولو للحظات أن نفكر بهم...
    ًًُُصوراً أجمل لحياتهم نتمنى أن تُرسم وتُرصد بقلمك وبأقلام المبدعين أمثالك لأبطال تلك القصص اليومية...
    لك مني كل تحية ...

    ردحذف
  31. م\ يوسف fosch117 =كلما مر يوما -----

    ردحذف
  32. بلا مكابرة، كلنا شحّاذون: د. فايز أبو شمالة

    29-07-11 10:08

    نحن الشعب الفلسطيني الأكثر خبرة ودراية في فن الشحاذة، نعم؛ نحن فنانون في الشحاذة، وبلا مكابرة، ودون كرامة زائفة، كلنا شحاذون، ولا يسمح الواقع لأي فلسطيني بأن يخرج علينا ويقول: لا، أنا لست شحاذاً! وأرفض هذا التشويه للشخصية الفلسطينية!

    لقد صرنا جميعاً شحاذون! فيكف ومتى؟

    منذ ذلك اليوم الأول الذي طردنا فيه اليهود من أرضنا في فلسطين، سنة 1948، وصرنا لاجئين، منذ ذلك الزمن ونحن نقف على أبواب وكالة هيئة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين، نشحذ كيس الطحين، وبعض السكر، والبيض المجفف، وعلبة اللحم، والسردين، والتمر، فمن لم يقف على باب الأمم المتحدة للشحاذة، وقف على أبواب الدول العربية التي استوعبت اللاجئين يشحذ الأمن، والمسكن، والعمل الوظيفي!

    لقد تربينا على الشحاذة ونحن أطفالٌ، منذ ذلك الزمن الذي وقف أمثالي على باب مراكز التغذية، وقفنا ساعات الطفولة لنشحذ وجبة الطعام، ثم تطور الأمر، صرنا نشحذ الدواء والعلاج من عيادات الأونروا، وصرنا نشحذ الكتاب والكراس في المدرسة، وكبرنا وكبرت معنا الشحاذة، فصرنا نشحذ الملابس الذي تبرع فيها المحسنون الغربيون، وكلما كبرنا كبرت الشحاذة معنا، حتى صرنا نشحذ غرفة نوم تنشئها الأمم المتحدة بجوار بيت القرميد، ثم صرنا نشحذ الأمم المتحدة أن تبني لنا بيتاً، ولم تقف شحاذتنا عند هذا الحد، بل تطورت الشحاذة مع اتفاقية أوسلو لتصل إلى أعلى مستوياتها المعيشية، عندما صرنا نشحذ الرواتب، ونقف في آخر الشهر على أبواب دول العالم متوسلين: اعملوا معنا معروفاً، وشحذونا رواتبنا.

    ليت أمر الشحاذة الفلسطينية توقف عند هذا الحد، وحافظنا على بعض كرامتنا، ولم نرتق في الشحاذة سنة 2011 إلى المستوى الذي لم يسبقنا إليه شعب من الشعوب، حيث صار على موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية أن تفرد لنا فصلاً في فن الشحاذة، ولاسيما أن مندوب فلسطين في الأمم المتحدة، السيد رياض منصور، وقف قبل أيام متوسلاً إلى دول العالم، قائلا: أعطونا دولة، أرجوكم، أعطونا دولة، لقد آن للشعب الفلسطيني أن ينال استقلاله، وآن للاحتلال أن ينتهي. قال الرجل كلامه بصدق، وحرقة، وبدموع الملتاع، ويضيف: لقد أعطيتم جنوب السودان قبل أيام دولة، فلماذا نحن الفلسطينيين بلا دولة؟. الرجل ينادي: يا ناس، يا محسنين، يا ذوي القلوب الرحيمة، أعطونا دولة، لقد شحذنا منكم بطاقة التموين، وشحذنا بطاقة التغذية، وشحذنا الرواتب آخر الشهر، اليوم نشحذ منكم دولة، فقط نشحذ دولة، تبرعوا للفلسطينيين بدولة، ولكم الأجر والثواب من عند الله!

    ردحذف
  33. طرح رائع ومميز
    واداء ممتاز
    احمد

    ردحذف

شارك برأيك